(الفجرُ)!
(الفجرُ)! خطبة جمعة بمسجد محمد الفاتح بتاريخ : 19/7/1436هـ أعدها أبو البراء عادل بن أحمد باناعمة -الحمدلة . (الفجرُ)! هذه الكلمةُ المختصرةُ مبنى .. الضخمةُ معنى. إنّها ثلاثةُ أحرفٍ لا أكثرَ ... ولكنّها تحملُ في طياتِها عوالم لامحدودةً من المعاني والأفكار والمشاعر والأحاسيس. يرتبطُ الفجرُ في حسِّ المؤمنِ العابدِ بأنفاسِ العبادةِ والرضوان. ويرتبطُ في حسِّ المجاهدِ المناضل بأحلام النصرِ والظفر. ويرتبط في حسّ المهموم المغموم بأطياف الأمل والفرجِ. ويرتبطُ في حسِّ الشاعر المبدعِ بصورِ الرقةِ والجمالِ. فالمؤمنُ العابدُ يستقبلُ الفجرَ بعينين دامعتينِ من الفرحِ، أنِ انقضى يومٌ من أيامِهِ في طاعةٍ واستقبلَ يوماً آخر في طاعة! ودامعتينِ من الحزنِ خشيةَ ألا يكونَ قد قُبل منه! جلس عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه يوماً يبكي حتى طلعت الشمس، ثم قبض على لحيته وقال: "لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت أحدًا يشبههم؛ كانوا يصبحون شعثًا غبرًا صفرًا بين أعينهم كمثل ركب المعزى، قد باتوا لله سجدا وقيامًا يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا طلع الفجر مادوا كما يميد ال...